نُشر بتاريخ: ٢٦ مارس ٢٠٢٥
تمت المراجعة طبيا من قبل: الدكتورة ديانا سلامة

مرض السكري لدى الأطفال، المعروف أيضًا بالسكري من النوع الأول، هو حالة مزمنة وخطيرة تصيب الأطفال والمراهقين بشكل أساسي. تحدث هذه الحالة عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين ويدمرها، مما يترك الجسم دون كمية كافية من الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم. فبدون الأنسولين، يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم تتم إدارة الحالة بشكل صحيح. في هذا الدليل، سنستعرض أنواع مرض السكري لدى الأطفال، أسبابه، أعراضه، وخيارات العلاج المتاحة للعائلات في قطر.
ما هو مرض السكري لدى الأطفال؟
في حالة السكري من النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض أو توقف إنتاجه. وبدون كمية كافية من الأنسولين، لا يتمكن الجلوكوز من دخول الخلايا لتزويدها بالطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. هذا الارتفاع يسبب أعراضًا متعددة، وإن لم يعالج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وتعد الاستجابات المناعية الذاتية من الأسباب الرئيسية لمرض السكري لدى الأطفال، حيث يهاجم الجسم خلاياه المنتجة للأنسولين.
أنواع داء السكري لدى الأطفال
رغم أن مصطلح “داء السكري لدى الأطفال” يشير غالبًا إلى السكري من النوع الأول، إلا أن هناك نوعًا آخر قد يصيب الأطفال وهو السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، فإن السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا لدى البالغين، ويرتبط غالبًا بنمط الحياة مثل السمنة وقلة النشاط البدني. أما السكري من النوع الأول، فهو في الأساس مرض مناعي ذاتي، ولا علاقة له بالعادات اليومية أو أسلوب الحياة.
Recognizing the Symptoms of Juvenile Diabetes
- العطش الشديد والتبول المتكرر: تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم إلى فقدان الجسم للمزيد من الماء، مما يسبب الجفاف ويجعل الطفل يشعر بالعطش الشديد.
- الجوع المفرط: بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بفعالية، يشعر الطفل بالجوع المستمر رغم تناوله الطعام. وهذا من الأعراض الشائعة لسكري النوع الأول لدى الأطفال الصغار.
- فقدان الوزن غير المبرر: في غياب الأنسولين، يبدأ الجسم بتكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
- الإرهاق: يؤدي نقص الجلوكوز في الخلايا إلى انخفاض الطاقة، فيشعر الطفل بالتعب أو الضعف غير المعتاد. حيث يعتبر الإرهاق ونقص النشاط من الأعراض الشائعة لداء السكري لدى الأطفال نتيجة تقلب مستويات السكر في الدم.
- تشوش الرؤية: قد يؤدي ارتفاع السكر إلى تورم عدسات العين، مما يسبب رؤية ضبابية. وهذه من علامات السكري عند الأطفال التي تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
- التهيج وتقلب المزاج: يمكن أن تؤثر تقلبات مستويات السكر في الدم على الحالة المزاجية والسلوك.
- بطء التئام الجروح: قد تشير العدوى المتكررة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحفاضات إلى وجود أعراض السكري من النوع الأول لدى الأطفال الصغار.
- التنفس السريع أو الثقيل: يعد من الأعراض التي تتطلب العناية الطبية الفورية لدى الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول.
الأسباب وعوامل الخطر لداء السكري لدى الأطفال

- التاريخ العائلي: الأطفال الذين لديهم والد أو شقيق مصاب بالسكري النوع الأول معرضون لخطر أعلى.
- الموقع الجغرافي: داء السكري عند الأطفال أكثر شيوعاً في بعض مناطق العالم، مثل شمال أوروبا والولايات المتحدة.
- العمر: يمكن أن تظهر علامات السكري عند الأطفال في أي عمر، لكنه يشخَّص غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
تشخيص مرض السكري لدى الأطفال

- اختبار سكر الدم: مستوى سكر الدم الذي يتجاوز 200 ملغ/ديسيلتر يعد مؤشراً على الإصابة.
- اختبار الهيموغلوبين A1C: يقيس هذا الاختبار متوسط مستويات السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
- اختبارات البول: وجود الجلوكوز في البول يعتبر مؤشراً إضافياً على الإصابة بداء السكري عند الأطفال.
خيارات علاج مرض السكري لدى الأطفال
- العلاج بالأنسولين: بما أن الأطفال المصابين لا ينتجون الأنسولين، فإنهم يحتاجون إلى حقن أنسولين أو استخدام مضخة أنسولين. وتختلف الجرعة حسب عمر الطفل، ووزنه، ونظامه الغذائي، ومستوى نشاطه البدني.
- مراقبة سكر الدم: من الضروري فحص مستويات السكر في الدم بانتظام لإدارة الحالة المصابة. كما يجب على الوالدين قياس سكر الدم لدى الطفل عدة مرات يومياً.
- التغذية: يعد النظام الغذائي المتوازن عاملاً حيوياً في إدارة السكر لدى الاطفال. ويفضل أن يكون النظام غنياً بالألياف وقليل السكريات المصنعة للمساعدة في ضبط مستوى الجلوكوز.
- الرياضة: تساعد الأنشطة البدنية المنتظمة في خفض مستويات السكر وتحسين استجابة الجسم للأنسولين.
إدارة داء السكري لدى الأطفال في المنزل
- يراقب مستوى السكر في الدم بانتظام.
- يتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً يحتوي على النسب المناسبة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
- يشارك في أنشطة بدنية منتظمة.
- يأخذ جرعات الأنسولين كما هو موصوف.
الدعم الصحي المحلي في قطر
بالنسبة للعائلات في قطر، يمكن أن تكون إدارة السكري عند الأطفال أكثر سهولة بمساعدة مقدم رعاية صحية موثوق مثل مركز فيرست ريسبونس للرعاية الصحية. يضم المركز فريقاً من أطباء الأطفال المختصين في الدوحة، ويوفر خدمات زيارات منزلية للأطباء لضمان حصول الأطفال المصابين على الرعاية اللازمة داخل منازلهم.
الخاتمة
إدارة السكري عند الأطفال هو التزام مدى الحياة، ولكن مع العلاج الصحيح والدعم المستمر، يمكن للأطفال المصابين أن يعيشوا حياة صحية وناجحة. يعد الاكتشاف المبكر للأعراض، والعلاج في الوقت المناسب، والدعم المستمر من الأمور الأساسية للحفاظ على توازن سكر الدم والوقاية من المضاعفات. وإذا كنت تشك في أن طفلك قد يظهر علامات سكري الأطفال، فمن المهم الحصول على المشورة الطبية المتخصصة. حيث يقدم مزودو الرعاية الصحية المحليون، مثل مركز فيرست ريسبونس للرعاية الصحية في قطر، رعاية موثوقة ومتخصصة للمساعدة في إدارة صحة طفلك بكفاءة.