تمت مراجعته طبيا بواسطة: د. زينب الهيشماوي

هل تعلم أن حساسية الطعام تختلف عن عدم تحمّل الطعام؟ فبينما الأولى تحدث استجابة من الجهاز المناعي، فإن الثانية قد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي. في كلا الحالتين، يطلق الجسم أجسامًا مضادة. وقد تكون الأعراض متشابهة في كلتا الحالتين مثل ألم المعدة، الانزعاج، الغثيان، وغيرها. ومع ذلك، توجد فوارق واضحة بين هذين المشكلتين الصحيتين، وسنناقشها بالتفصيل في هذا المقال.
قائمة المحتوى
- عدم تحمّل الطعام: الأسباب، الأعراض، التشخيص والفحوصات
- حساسية الطعام: المواد المسببة الشائعة، الأعراض، التشخيص والفحوصات
- عدم تحمل الطعام وحساسية الطعام: تعرّف على الفروقات
- كيفية التعامل مع حساسية وعدم تحمل الطعام
- اختبار عدم تحمل الطعام من فيرست ريسبونس للرعاية الصحية
- الخاتمة: العيش بصحة جيدة مع حساسية الطعام وعدم تحمّله
- الأسئلة الشائعة
عدم تحمّل الطعام: الأسباب، الأعراض، التشخيص والفحوصات
إذا كنت تعاني من عدم تحمّل الطعام، فهذا يعني أن جهازك الهضمي غير قادر على تكسير بعض مكوّنات الطعام، مما يؤدي إلى حساسية مفرطة تجاه هذا العنصر. وبالتالي، عند تناولك لهذا الطعام، قد تظهر عليك علامات اضطراب في المعدة. دعونا نلقي نظرة أقرب على هذه الحالة:
الأسباب الشائعة لعدم تحمّل الطعام
الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة تجاه بعض الأطعمة لا ينتجون إنزيماً معيناً ضرورياً لهضم هذه الأطعمة. وتعد الحالات المعوية المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء، التهاب القولون التقرحي، داء كرون، ومرض السيلياك أكثر عرضة لعدم تحمّل بعض الأطعمة. وتشمل الأسباب الأخرى:
- الهستامين: الهستامين هو مادة كيميائية طبيعية موجودة في أطعمة مثل الأناناس، الموز، الجبن، الشوكولاتة، بعض أنواع النبيذ الأبيض والأحمر، والأفوكادو. الأشخاص غير القادرين على تحمّل الهستامين لا ينتجون كمية كافية من إنزيم “ديامين أوكسيداز” اللازم لهضم هذه المادة.
- اللاكتوز: إذا كنت لا تتحمّل اللاكتوز، فهذا يعني أن جسمك لا ينتج كمية كافية من إنزيم “اللاكتيز” اللازم لتكسير اللاكتوز أثناء عملية الهضم. يوجد اللاكتوز في الحليب ومنتجات الألبان.
- الغلوتين: الغلوتين هو بروتين موجود في الشعير والجاودار والقمح. أولئك الذين يعانون من حساسية الغلوتين يعانون من مرض مناعي ذاتي، حيث لا يستطيع الجسم تكسير هذا البروتين.
أعراض عدم تحمّل الطعام
قد تواجه شعورًا مزعجًا بعد تناول طعام أنت حساس تجاهه. إليك بعض الأعراض الشائعة لعدم تحمّل الطعام التي قد تظهر لدى الشخص المصاب:
- اضطرابات في المعدة
- حرقة المعدة
- آلام وتقلصات في البطن
- انتفاخ وغازات
- الإسهال
- غثيان
- صداع نصفي وصداع عام
فحوصات وتشخيص عدم تحمّل الطعام
أكثر فحوصات عدم تحمّل الطعام شيوعًا هو اختبار التنفس بالهيدروجين. يساعد هذا الاختبار في الكشف عن حساسية اللاكتوز. وقد يطلب منك شرب مشروب يحتوي على اللاكتوز، ثم تقوم بنفخ الهواء في حاوية على شكل بالون كل نصف ساعة تقريبًا، ولمدة عدة ساعات. إذا كنت تعاني من عدم التحمل، سترتفع مستويات الهيدروجين في الزفير، وقد تظهر عليك علامات رد فعل مفرط.
- أما بالنسبة لحساسية الهستامين والغلوتين، فلا توجد اختبارات خاصة مباشرة للكشف عنها. ومن الأفضل أن تتابع بنفسك الأطعمة التي تسببت في رد فعل سلبي وتحتفظ بها كمرجع دائم.
- يمكنك أيضًا إزالة الأطعمة المشكوك بها من نظامك الغذائي لعدة أسابيع.
- إذا اختفت الأعراض ثم عادت بعد استهلاكك لها مرة أخرى، فهذا يعني أنك تعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة.
حساسية الطعام: المواد المسببة الشائعة، الأعراض، التشخيص والفحوصات
إذا تفاعل جهازك المناعي بشكل مفرط مع أحد مكوّنات الطعام أو نوع معين من الأغذية، فقد يؤدي ذلك إلى عواقب خطيرة. وإذا لم يتم التعامل مع الحالة في الوقت المناسب، فقد تؤدي حتى إلى الوفاة. إليك فهماً مفصلاً لرد الفعل التحسسي تجاه الأطعمة:
قائمة المواد الغذائية المسببة للحساسية

إذا كان جهازك المناعي يتفاعل مع مادة مثيرة أو بروتين مسبب للحساسية، فقد تلاحظ طفحًا جلديًا، أو شرىً جلديًا (Hives)، أو صعوبة في التنفس، وغيرها من المشاكل. إليك قائمة بأكثر مسببات الحساسية الغذائية شيوعًا:
- الخردل
- المكسرات من الأشجار
- الأسماك
- البيض
- الفول السوداني
- الصويا
- القشريات والرخويات
- الكبريتات
- بذور السمسم
- الحليب
- القمح والقمح الهجين (تريكالي)

اختبار وفحص حساسية الطعام
ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة للحساسية، ويمكن الكشف عنها من خلال فحص الدم. كذلك، يمكن لاختبار الجلد للحساسية الكشف عن استجابة الجسم لمسببات الحساسية. يمكنك إجراء فحص حساسية الطعام في المنزل، لكن ينصح بالخضوع لفحص سريري بدلاً من ذلك. أما في حالة عدم تحمل اللاكتوز، فإن اختبار التنفس بالهيدروجين يعد مفيدًا.
أعراض حساسية الطعام
قد يظهر الجسم بعض ردود الفعل تجاه الطعام الذي لديك حساسية منه. إليك قائمة بعلامات فرط الحساسية للطعام التي يجب الانتباه لها:
طفح جلدي
- طفح جلدي في الجسم
- سعال
- الشرى (أرتيكاريا)
- حساسية جلدية من الطعام مثل الاحمرار والحكة
- التأق
- القيء
- انخفاض ضغط الدم
- ضيق في الحلق
- صعوبة في التنفس
- ألم في المعدة

عدم تحمل الطعام وحساسية الطعام: تعرّف على الفروقات
قد يستخدم البعض مصطلحي حساسية الطعام وعدم تحمل الطعام بالتبادل، إلا أنهما يختلفان من نواحٍ عدة. وعلى الرغم من أن كليهما يتضمن إفراز الأجسام المضادة كرد فعل ضد مواد دخيلة، إلا أن هناك فروقات واضحة، منها:
- تنتج حساسية الطعام أجسامًا مضادة من نوع IgE، مما يؤدي إلى ردود فعل سريعة تظهر أعراضها فورًا، بينما يفرز الجسم أجسامًا مضادة من نوع IgG في حالة عدم التحمل، وتكون الاستجابة بطيئة حيث تظهر الأعراض لاحقًا.
- تحدث الحساسية نتيجة تفاعل مناعي، أما عدم التحمل فمرتبط بصعوبة هضم مكونات معينة من الطعام مما يسبب تهيج الجهاز الهضمي.
- يمكنك أحيانًا تناول كميات صغيرة من الطعام المسبب للحساسية إذا كنت تعاني من عدم التحمل، ولكن هذا غير ممكن عند وجود حساسية فعلية تجاه نفس الطعام.
- أعراض حساسية الطعام قد تكون خطيرة وتهدد الحياة، بينما أعراض عدم التحمل قد تكون شديدة ولكنها غير مهددة للحياة.
- تشمل الأطعمة المحفزة للحساسية الجلدية وغيرها من الأعراض أطعمة غنية بالفركتوز، ومكونات تحتوي على كربوهيدرات يصعب امتصاصها، والغلوتين، والمواد الحافظة، والهيستامين.
كيفية التعامل مع حساسية وعدم تحمل الطعام
من المهم التعامل مع أعراض الحساسية وعدم التحمل بمجرد ظهورها. إليك بعض النصائح لإدارة هاتين الحالتين في المنزل:
- للتعامل مع فرط الحساسية للطعام، يمكنك إقصاء أو تقليل الأطعمة التي تسبب المشكلة. وإذا كانت الأعراض خفيفة، يمكنك استخدام أدوية تباع دون وصفة طبية مثل مضادات الإسهال ومضادات الحموضة.
- الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز يمكنهم تناول منتجات ألبان خالية من اللاكتوز. ويمكنك أيضًا استخدام إنزيم اللاكتاز المتوفر في الصيدليات.
- يمكنك تناول أقراص اللاكتاز عند تناول منتجات الألبان، أو إضافة قطرات اللاكتاز إلى الحليب لمساعدتك على هضمه.
- في حالة حدوث رد فعل تحسسي، تجنب المادة المسببة للحساسية تمامًا. وإذا حدثت استجابة مناعية، يمكنك استخدام قلم الإبينفرين أو مضادات الهيستامين (التي تقاوم الاحتقان والحكة).
- للتعامل مع حساسية الطعام، يمكنك الاعتماد على الإبينفرين (الذي يعكس تأثير التأق) والكورتيكوستيرويدات (التي تقلل من ردود الفعل التحسسية الشديدة والتورمات).
اختبار عدم تحمل الطعام من فيرست ريسبونس للرعاية الصحية
بالنسبة لمن يعانون من عدم تحمل الطعام، تقدم شركة فيرست ريسبونس للرعاية الصحية خدمة اختبار عدم تحمل الطعام بشكل مريح وشخصي في راحة منزلك. يوفر فريق الخبراء لديهم اختبارات شاملة ونصائح مخصصة لمساعدتك على تحديد الأطعمة المسببة والتعامل مع الأعراض بشكل فعال. من خلال الدعم المهني والتركيز على الرعاية المخصصة، تضمن فيرست ريسبونس للرعاية الصحية حصولك على نتائج دقيقة وحلول عملية لتعزيز صحتك وجودة حياتك. لحجز اختبار عدم تحمل الطعام في المنزل، يمكنك التواصل مع فيرست ريسبونس للرعاية الصحية والاستفادة من الرعاية الاحترافية التي ستقدم حتى باب منزلك.
الخاتمة: العيش بصحة جيدة مع حساسية الطعام وعدم تحمّله
وفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (NCBI)، فإن حوالي 6٪ من الأطفال يعانون من رد فعل تحسسي غذائي في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم، بما في ذلك ما يقارب 2.5٪ لديهم حساسية من حليب الأبقار، و1.5٪ لديهم حساسية من البيض، و1٪ لديهم حساسية من الفول السوداني. وقد أظهرت الدراسات أن انتشار حساسية الفول السوداني قد ازداد خلال العقد الماضي. يميل معظم الأطفال إلى التغلب على حساسية الحليب والبيض عند بلوغهم سن المدرسة، في حين أن الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الفول السوداني أو المكسرات أو المأكولات البحرية غالبًا ما يحتفظون بهذه الحساسية طوال حياتهم.
وعلى الرغم من أن حساسية الطعام وعدم تحمله قد يتسببان في مشكلات صحية، إلا أنه يمكنك تقليل حدوثهما، والتخلص من المشاكل الناتجة عنهما، من خلال اتباع النصائح، واستراتيجيات الوقاية، والعلاجات، والتدابير الاحترازية المذكورة أعلاه.
الأسئلة الشائعة
س: ما هي الخطوة الأولى في علاج حساسية الطعام؟
تجنب المادة المسببة للحساسية هو الخطوة الأولى، وإذا حدث رد فعل تحسسي، يمكن استخدام أدوية الطوارئ مثل الإبينفرين للتعافي من التأق.
س: كيف يمكن منع حدوث ردود فعل تحسسية؟
لتفادي رد الفعل التحسسي، تأكد من قراءة مكونات المنتج قبل شرائه، وعند تناول الطعام خارج المنزل، أخبر الطاهي بعدم استخدام المكونات التي لديك حساسية منها.
س: ما الفرق بين عدم تحمل الطعام والحساسية؟
كما ناقشنا سابقًا، تسبب حساسية الطعام تفاعلًا مناعيًا، بينما يتسبب عدم التحمل في مشكلات في الهضم مثل الغازات، الانتفاخ، وآلام المعدة.